لم تنته البطولة هنا.. لقد كان الرب يلتمس الأسباب ليصيب
الفلسطينيين بلعنة من لعناته.. فما كانت تلك الأسباب التي دبرها المدبر الحكيم؟
يذكرها لنا الكتاب المقدس فيقول:( ونزل أبوه إلى المرأة
فعمل هناك شمشون وليمة لانه هكذا كان يفعل الفتيان. فلما رأوه احضروا ثلاثين من
الاصحاب فكانوا معه. فقال لهم شمشون لأحاجينكم أحجية. فاذا حللتموها لي في سبعة
ايام الوليمة واصبتموها اعطيكم ثلاثين قميصا وثلاثين حلّة ثياب. وان لم تقدروا ان
تحلّوها لي تعطوني انتم ثلاثين قميصا وثلاثين حلّة ثياب. فقالوا له حاج أحجيتك
فنسمعها. فقال لهم من الآكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة. فلم يستطيعوا ان
يحلّوا الاحجية في ثلاثة ايام. وكان في اليوم السابع انهم قالوا لامرأة شمشون
تملقي رجلك لكي يظهر لنا الاحجية لئلا نحرقك وبيت ابيك بنار. ألتسلبونا دعوتمونا
ام لا. فبكت امرأة شمشون لديه وقالت انما كرهتني ولا تحبني. قد حاجيت بني شعبي
احجية واياي لم تخبر. فقال لها هوذا ابي وامي لم اخبرهما فهل اياك اخبر. فبكت لديه
السبعة الايام التي فيها كانت لهم الوليمة وكان في اليوم السابع انه اخبرها لانها
ضايقته فاظهرت الاحجية لبني شعبها. فقال له رجال المدينة في اليوم السابع قبل غروب
الشمس اي شيء احلى من العسل وما اجفى من الاسد. فقال لهم لو لم تحرثوا على عجلتي
لما وجدتم أحجيتي. وحلّ عليه روح الرب فنزل الى اشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلا واخذ
سلبهم واعطى الحلل لمظهري الاحجية. وحمي غضبه وصعد الى بيت ابيه. فصارت امرأة
شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه) (القضاة:14/11-20)
هل رأيت التدبير الذي دبرره الله لهذا الذي نزل عليه روح
الله.. إنه تدبير حكيم.. أليس كذلك؟
أحجية عجيبة يطلب منهم فكها.. لا تحتاج علما، ولا ذكاء،
ولا أي قدرة من القدرات.. هي مجرد أحبولة فقط..