هذه النبوءة ليست كما فهمه متى.. كل ما في الأمر أن هذا
السفر يتحدث عن بكاء راحيل على بنى إسرائيل بعد سبيهم.. وليس في النص أي نبوة عن
المسيح القادم، بل ليس فيها أي إشارة الى ذبح الصبيان.. والراجح أن كاتب انجيل متى
قام بتأليف هذه الرواية، وكان النص الوارد في سفر ارمياء أحد مصادره المعتمده في
اختراعها.
سكت قليلا، ثم قال: اسمع ما يقول متى عن ستار الهيكل
المنشق وقارن بينه وبين ما يقول المؤرخون..
فتح الكتاب المقدس، وراح يقرأ:( ومن الساعة الثانية عشرة
ظهرا إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، حل الظلام على الأرض كلها ونحو الساعة الثالثة
صرخ يسوع بصوت عظيم: (إيلي، إيلي، لما شبقتني؟) أي: (إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟)
فلما سمعه بعض الواقفين هناك، قالوا: (إنه ينادي إيليا!) فركض واحد منهم، وأخذ
إسفنجة غمسها في الخل، وثبتها على قصبة وقدم إليه ليشرب؛ ولكن الباقين قالوا: (دعه
وشأنه! لنر هل يأتي إيليا ليخلصه!) فصرخ يسوع مرة أخرى بصوت عظيم، وأسلم الروح
وإذا ستار الهيكل قد انشق شطرين، من الأعلى إلى الأسفل، وتزلزلت الأرض، وتشققت
الصخور، وتفتحت القبور، وقامت أجساد كثيرة لقديسين كانوا قد رقدوا؛ وإذ خرجوا من
القبور، دخلوا المدينة المقدسة بعد قيامة يسوع، ورآهم كثيرون (متى:3/45-53)
لقد ذكر متى حلول الظلام على الأرض كلها، و هي حادثه لم
يذكرها إلا متى.. بالإضافه إلى أن المؤرخين الرومان و اليهود الذين عاينوا ذلك
العصر لم يذكروها، بل لم ترد في أي مخطوطه تاريخيه في العالم مع أن النص يذكر أن
الظلام حل على كل الأرض.
ثم يذكر حوادث كثيرة ليس هنالك أي ذكر لهذه الاحداث في كتب
التاريخ.. ولم يخبرنا الكاتب ماذا حدث للقديسيين الذين قاموا، وهل رجعوا إلى
قبورهم بعد أن رآهم كثيرون أم أنهم عاشوا، ثم ماتوا، ولم يذكر لنا من هم هؤلاء
القديسين.. ولم يذكر لنا أشياء كثيرة.. العقل يتيه في البحث عنها.