الإسكندر الأكبر الذي هو ذو القرنين باعتباره عبدا صالحا
يؤمن بالله مع أن جميع مؤرخى الإغريق يجمعون على أنه كان من عبدة الأوثان.. فكيف
يجاب عن هذا؟
ابتسم، وقال: ما أهون قومنا.. لما عز عليهم أن يجدوا أخطاء
في القرآن ذهبوا إلى الفهوم البشرية يضربون بها القرآن.
قلت: ما تقول؟
قال: هل ترى في القرآن اسم الإسكندر؟
قلت: لا.. ولكنه سماه ذا القرنين.
قال: ومن ذكر لك أن ذا القرنين هو الإسكندر؟
قلت: لقد ذكر المفسرون ذلك.. فقد روي عن وهب بن مُنبِّه،
وهو من سلف المفسرين هذا القول؟
قال: هل تعرف من هو وهب من منبه؟
قلت: هو من مفسري السلف الأول من المسلمين.
قال: بل هو من اليهود الذين أسلموا، ثم راحوا يفسرون
القرآن على حسب ما درسوه في الكتاب المقدس، أو في الأساطير التي كانت تنتشر بينهم..
لقد كان خطر هؤلاء على القرآن لا يقل عن خطر من حاول أن يحرف ديانة موسى.
قال هذا، ثم نهض من مكانه، وقال: لو ظللت معي شهرا كاملا
تورد ما تشاء من الشبه، فلن تجد شبهة واحدة تصلح لتخطئة القرآن.
قال ذلك، ثم توجه للنسخ التي أمامه من الكتاب المقدس
يخاطبها كما يخاطب البشر، ويعاتبها كما يعاتب الأب أبناءه، ويضرب لها المثل
بالقرآن، كما يضرب الأب لأبنائه المثل بالناجحين من الناس.