قال: لقد ذكرت لك أني مسيحي.. بل من عائلة عريقة في
مسيحيتها.. وقد هداني حبي لعالم الروح إلى العمل في مطبعة الكتاب المقدس مع أنه قد
أتيح لي وظائف كثيرة في غيرها.. إلا أني آثرت الارتباط بالدين، وبرجال الدين.
قلت: هذه علاقتك بالكتاب المقدس.. فكيف تحولت إلى القرآن؟
قال: لقد كان الكتاب المقدس هو مقدمتي للقرآن.. أو قل هو
دليلي إلى القرآن.
قلت: لم أفهم ذلك.
قال: لقد ذكرت لك أني أبحث عن أشواق روحي الفائضة..
أنا أشعر أننا ـ معشر البشر ـ من عالم آخر.. عالم مليء
بالجمال، له صلة عميقة بخالق هذا الكون ومدبره.
وقد بحثت عن جذور هذه الصلة وحقيقتها في الكتاب المقدس،
فلم أجد إلا إشارات اهتديت بها إلى القرآن..
فلذلك جئت إلى القرآن.. لأبحث فيه عنها.
قلت: فهل وجدت في القرآن ما يروي ظمأ روحك؟
قال: لم يمض لصحبتي للقرآن إلا أسابيع محدودة.. وأنا في كل
يوم أكتشف أشياء كثيرة.. أشياء تملأ روحي بمشاعر لا أجدها عند قراءة الكتاب
المقدس، ولا عند قراءة غيره.