وهو يفسر الصراط المستقيم بأنه صراط المنعم عليهم:{ صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)
(الفاتحة:7)، وكأن المؤمن بذلك يطلب من الله أن يلحقه بأولئك الذين أنعم عليهم.
لقد نص القرآن على ذلك، فقال:{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69)
حتى أن الله يخبر أن روح المؤمن إذا قبضت تدخل في عباده
الصالحين.. اسمع:{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى
رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي
جَنَّتِي (30)(الفجر)
وفي الجنة يلتقي الإخوان المؤمنون بعضهم ببعض.. اسمع:{ وَنَزَعْنَا مَا فِي
صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (الحجر:47)
قلت: لم أفهم سر هذا النوع من الروحانية وما آثاره.
قال: القرآن يؤسس لتوحد اجتماعي في عبادة الله وفي معرفته.
قلت: ما تقصد؟
قال: أن يصبح هم المجتمع جميعا التعرف على الله ومحبته..
ولذلك يكون اللقاء بينهم على هذا الأساس.. وتصير الألفة بينهم على هذا الأساس.
قلت: سألتك عن ثمرة هذا.
قال: عندما تصل القلوب إلى هذه الحالة يتأسس بنيان اجتماعي
وروحي عظيم.. لن تبقى هناك طبقية اجتماعية.. لأن الكل متوجه لله بالعبودية..
لقد أمر الله محمدا وكل الأمة أن لا تميل إلى الدنيا،
وتنسى صحبة أولئك الطيبين الذين لا يريدون إلا وجه الله:{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلا