في اليوم السابع.. خرجت ظهرا بعد أن أنهيت أشغال يومي،
لأزور بعض المراكز العلمية الموجودة بالإسكندرية، فقد كان لي منذ صباي اهتمام
بجميع العلوم التي أبدعتها الإنسانية في مختلف أطوارها.. بل كان لي شغف لأن يكون
لي عقل موسوعي يشمل جميع تلك العلوم ويحيط بها.. لهذا كنت أكره التخصص وأمقته،
لأنه يحول بين عقلي وبين رحاب واسعة من المعارف يشتاق إليها عقلي اشتياقا.
وصلت إلى هذا المركز.. وقد كان ـ على حسب ما يبدو ـ يضم في
تلك الأيام نشاطا علميا محترما..
كانت هناك إعلانات كثيرة معلقة عن المحاضرات التي يضمها
هذا النشاط، وعن الأساتذة الذين سيلقونها، اقتربت من أحدها، وقرأت لائحة المواضيع
والمحاضرين، فوجدتها كلها تدور حول القرآن، وما يحتويه من المعارف والعلوم.
لقد كانت أول مرة أرى فيها كتابا مقدسا يبحث فيه بهذه
الطريقة.. لقد رأيت عناوين غريبة وشاملة وموسوعية تتناسب مع احتياجاتي العقلية
والنفسية والاجتماعية.
ففي اللائحة محاضرات عن العلوم النفسية والعلوم
الاجتماعية.. بل والعلوم الطبية والجغرافية والفلكية والجيولوجية.. كل تلك العلوم
وعلاقتها بالقرآن.. والإشارات القرآنية أو التصريحات القرآنية لما يرتبط بها من
حقائق.
لم أفاجأ بتلك العناوين فحسب، وإنما فوجئت بأن المحاضرين
الذي يتناولون هذه المواضيع بالدراسة والبحث أساتذة لهم قيمتهم في البحث العلمي..
لقد كانوا كلهم خبراء في اختصاصاتهم.. ويبعد أن يتكلم الخبير فيما لا يعلم.
لكني مع ذلك.. ولست أدري لم.. لم أكن أتصور أن يكون كل ذلك
صادقا، بل ولا بعضه