responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 378

بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ( (المؤمنون:33).. ففي قوله:{ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } دليل على أهم لم يكونوا يرون من نبيهم إلا الطعام الذي يأكله، والشراب الذي يشربه.. بل كانوا يتصورون أن معجزة النبي ينبغي أن تكون طعاما فارها، وأن كتابه المقدس ينبغي أن يكون كتاب طبخ يدلهم على أجمل الوصفات التي ترضي شهواتهم.. فلذلك تجد خشوعهم أمام من يصف لهم المطاعم والمشارب أعظم من خشوعهم أمام من يؤدبهم بآداب الله، ويهديهم إلى سبيله.

واستنتج من المعنى الثاني أن الترف يشبه الفيروس الذي ينشر العدوى بين الناس، فلا يكتفي بالأغنياء يستل ما في خزائنهم من ثروات، بل يلجأ إلى الفقراء يستل ما في جيوبهم منها.. ولهذا ما إن يقدم غني من الأغنياء على عرف من الأعراف يستحدثه حتى يسرع الفقراء إلى كتب أولادهم ودفارتهم يبيعونها ليشتروا بدلها الترف الذي ابتدعه الغني.. وهو ما يتسبب بعد ذلك في انحرافات اجتماعية كثيرة تؤدي لا محالة إلى انهيار القرى والحضارات.

واستنتج من المعنى الثالث أن انتشار فكر الترف بين العامة والذي دل عليه المعنى الثاني يعميهم عن الصالحين، فلا يرون صالحا للحكم غير المترفين، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى عن الطريقة التي تربع بها فرعون على العرش:{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} (الزخرف:54).. فقد ربط تعالى بين استخفافه وفسقهم، فلولا فسقهم، ما استخف بهم.

انتهى المحاضر من محاضرته بعد أن ملأها بالشواهد التاريخية الكثيرة التي تؤكد ما ورد في القرآن.. ثم طبق ما تقع فيه الحضارة الغربية على ما ورد في القرآن من حضارات مختلفة ليبين أن مصير هذه الحضارة لا يختلف عن مصير تلك الحضارات.

لقد كانت محاضرة استفدت منها كثيرا.. ورأيت امتلاء الكثيرين من الحاضرين بالبشر لشعورهم بما تضمنته المحاضرة من معلومات منطقية مدعمة.

بعد انتهائه من المحاضرة، وانصرافه، حثثت الخطى حتى وصلت إليه، وانتحيت به جانبا

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست