لهم.. وهو رجل الدين وهو القاضي في نفس الوقت، أهذا كل ما
صنعه مع أولئك الذين يزنون في خيمة الاجتماع!؟
صمت، فقال: ليت الأمر كان قاصرا على هذا.. إن كثيرا من
نصوص الكتاب المقدس لا تكتفي بعدم النهي عن الرذيلة، بل هي تكاد تحث عليها.
قلت: ماذا تقول؟
قال: سأقرأ عليك بعض النصوص التي أقترح التصرف فيها.. فهي
خطيرة جدا على مراهقينا وعلى كتابنا المقدس.
فتح الكتاب المقدس، وقال: اسمع..:( وأوحى إلي الرب بكلمته
قائلا: (ياابن آدم، كانت هناك امرأتان، ابنتا أم واحدة، زنتا في صباهما في مصر حيث
دوعبت ثديهما، وعبث بترائب عذرتهما. اسم الكبرى أهولة واسم أختها أهوليبة، وكانتا
لي وأنجبتا أبناء وبنات، أما السامرة فهي أهولة، وأورشليم هي أهوليبة. وزنت أهولة
مع أنها كانت لي، وعشقت محبيها الأشوريين الأبطال. اللابسين في الأردية الأرجوانية
من ولاة وقادة. وكلهم شبان شهوة، وفرسان خيل. فأغدقت على نخبة أبناء أشور زناها،
وتنجست بكل من عشقتهم وبكل أصنامهم. ولم تتخل عن زناها منذ أيام مصر لأنهم ضاجعوها
منذ حداثتها، وعبثوا بترائب عذرتها وسكبوا عليها شهواتهم، لذلك سلمتها ليد عشاقها
أبناء أشور الذين أولعت بهم. ففضحوا عورتها، وأسروا أبناءها وبناتها، وذبحوها
بالسيف، فصارت عبرة للنساء ونفذوا فيها قضاء.ومع أن أختها أهوليبة شهدت هذا، فإنها
أوغلت أكثر منها في عشقها وزناها، إذ عشقت أبناء أشور من ولاة وقادة المرتدين أفخر
اللباس، فرسان خيل وجميعهم شبان شهوة. فرأيت أنها قد تنجست، وسلكتا كلتاهما في ذات
الطريق. غير أن أهوليبة تفوقت في زناها، إذ حين نظرت إلى صور رجال الكلدانيين
المرسومة على الحائط بالمغرة، متحزمين بمناطق على خصورهم، وعمائمهم مسدولة على رؤوسهم،
وكلهم بدوا كرؤساء مركبات مماثلين تماما لأبناء الكلدانيين في بابل أرض ميلادهم،
عشقتهم وبعثت إليهم