رسلا إلى أرض الكلدانيين. فأقبل إليها أبناء بابل وعاشروها
في مضجع الحب ونجسوها بزناهم. وبعد أن تنجست بهم كرهتهم. وإذ واظبت على زناها
علانية، وتباهت بعرض عريها، كرهتها كما كرهت أختها. ومع ذلك أكثرت من فحشها، ذاكرة
أيام حداثتها حيث زنت في ديار مصر. فأولعت بعشاقها هناك، الذين عورتهم كعورة
الحمير ومنيهم كمني الخيل. وتقت إلى فجور حداثتك حين كان المصريون يداعبون ترائب
عذرتك طمعا في نهد صباك ) (حزقيال: 23: 1 -21)
أغلق الكتاب، وقال: ما فائدة جميع هذه التفاصيل التي ليس
لها من أثر إلا تهييج الشهوات والحث على الرذيلة!؟
قلت: إن التقصير ليس في الكتاب المقدس.
قال: فيم إذن؟
قلت: في تفسير رجال الكنيسة للكتاب المقدس.. لو أنهم شرحوا
للناس المعاني الرمزية العميقة التي تتضمنها هذه النصوص لذهب عنهم كل ذلك الوهم
الذي ساقته إليهم غرائزهم.
قال: لقد فعلوا.. ولكنهم لم يزيدوا الطين إلا بلة.. لقد
جعلوا الدعارة رمزا للكنيسة.. بل إن الكنيسة عندهم لو تجسدت، فلن تتجسد إلا في
عاهرة..
سأذكر لك مثالا على ذلك.. من تفسير رؤساء ديننا لسفر راعوث
جدة المسيح.
ساقرأ عليك النص أولا لتتذكره..
فتح الكتاب المقدس، وقال: راعوث هي تلك الأرملة التي
نصحتها كنتها بإغراء بوعز كما جاء في السفر الذي يحمل اسمها.. اسمع بما نصحتها:(
فاغتسلي وتطيبي وارتدي أجمل ثيابك واذهبي إلى البيدر، ولا تدعي الرجل يكتشف وجودك
حتى يفرغ من الأكل والشرب. وعندما يضطجع عايني موضع اضطجاعه، ثم ادخلي إليه وارفعي
الغطاء عند قدميه وارقدي هناك، وهو يطلعك عما تفعلين) فأجابتها: (سأفعل كل ما
تقولين )( راعوت 3:3-5 )
وذهبت راعوث ليباركها بوعز.. اسمع:( فبعد أن أكل بوعز وشرب
وطابت نفسه ومضى