واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.. وحدث
في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي نسقيه خمرا الليلة
أيضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة
أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط
من أبيهما، فولدت البكر ابنا و دعت اسمه مواب و هو أبو الموابيين إلى اليوم،
والصغيرة أيضا ولدت ابنا و دعت اسمه بن عمي و هو أبو بني عمون إلى اليوم)
(التكوين:19/30 -38 )
أغلق الكتاب، ثم التفت إلي، وقال: أترى أن هذا فعل يمكن أن
يصدر من لوط وابنتيه)!؟
لقد كانت قريتا سدوم وعمورة تفعلان المنكرات، وكان أفضعها
إتيان الرجال بعضهم لبعض من دون النساء.. وكان ذلك سببا لإرسال الملائكة لتدميرهما
بما فيها من البشر من دون استثناء ما عدا لوط وبيته.. فاستثنوا وحدهم لطهرهم.. فهل
يعقل أن ينجى الله لوطا وابنتيه، ثم يرتكبوا ما هو أفضع من فعل القريتين؟
ثم بعد ذلك لا نرى الرب يغضب.. بل يكتفي بذكر اسم الولدين،
والقبائل التي كانت من ذينك الولدين.. أهو كتاب أنساب أم كتاب رب يربي عباده
ويؤدبهم؟
لقد قرأت قصة لوط في القرآن.. فامتلأت حبا للوط، وحبا
لبناته الطاهرات، اسمع إلى القرآن.. وهو يتحدث عن لوط:{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ
لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ
الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ
النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ
إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ
يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ
الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} (الأعراف:80 ـ 84)