هذا كل ما تحدث به القرآن عن لوط وبناته الطاهرات.. لقد
جعله الله نموذجا للإنسان الطاهر الذي قد تقع به الظروف في البيئة المنحرفة، فلا
يتأثر بانحرافها، بل يسعى بكل وسيلة لنهيها عن انحرافها.
إنه نماذج الإنسان المؤثر، لا المتأثر.. الإنسان الصالح
الذي يحب الطهارة، ويسعى لتربية المجتمع عليها.
هل تتصور أن هذا الإنسان الذي أنقذه الله من براثن
الانحراف يقع في هذه الهاوية السحيقة!؟.. أهذا هو جزاء طهارته وصلاحه وصبره
ودعوته!؟
أحسب لو أن جماعة من تينك القريتين تآمروا على لوط ليشوهوا
سمعته ما كانوا يقدرون على ما قدر عليه الكتاب المقدس.
وكأن الكتاب المقدس اختص بتدنيس الطاهرين.. وتنجيس
الصالحين.. ليجعل منهم نماذج للمجتمعات تسير سيرها، وتخطو خطاها.
قلت: فما ترى في هذه القصة.. هل ترى حذفها من الكتاب
المقدس؟.. فما الذي نضعه بدلها.. والقصة لا تكتمل إلا بها؟
قال: إن شئت النصح.. لم لا نترجم ما ورد عن لوط في
القرآن.. أو نعيد صياغته.. ثم نملأ به ذلك المحل الذي حذفناه من الكتاب المقدس..
سيكون ذلك التعويض أفضل نص، وأجمل نص في الكتاب المقدس.
أظهرت بعض الغضب، وقلت: كيف تقول هذا؟.. إن هذا كلام خطير.
قال: هي أول مرة أقوله.. ولعلها آخر مرة.. إن هذه النصوص
تثير فينا من الغضب ما يجعلنا لا ندري ما نقول.
وسأقص لك قصة حدثت لي.. ستعرف فيها عذري..
لقد حاولت مرة بكل جهدي.. وبكثير من المال وهبته لي الكنيسة
أن أدخل مسلما الكنيسة