ترك الكذب وإن كان مازحا، ويبيت في أعلى الجنة لمن حسن
خلقه )[1]، بل أخبر محمد أن (
المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )[2]
قلت: طلبت منك أن تحدثني عن القرآن لا عن أقوال محمد.
قال: أقوال محمد تفسير للقرآن وبيان له.. بل كان محمد
بسلوكه ينهج نهج القرآن، ويحاول أن يكون النموذج المثالي الذي تطبق به تعاليم
القرآن.
ومع ذلك سأذكر لك من القرآن ما تقر به عينك:
إن القرآن لا يتعامل مع الأخلاق كما يتعامل معها الفلاسفة
وعلماء النفس ممن يهتمون بتأصيلها.. القرآن لا يهتم بالتأصيل بقدر ما يهتم بغرس
بذور الأخلاق لتنمو بعد ذلك طيبة يانعة.. اسمع هذا النص الذي يريد أن يربي نموذج
الإنسان المثالي الذي يفي بنذره وعهوده، والذي يبذل ماله في سبيل معونة غيره من
غير أن ينتظر منهم جزاء ولا شكورا..