الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ
وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ( (الحاقة:30 ـ 37)
بل نجد هذا في سورة كاملة تكاد تكون خاصة بهذا الجانب
يعتبر من لا يحض على طعام المسكين مكذبا بالدين:{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ
الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }(الماعون:1 ـ 7)
أما المساهمة في الأمن الاجتماعي، فقد برر القرآن الأمر بالجهاد مع كونه إزهاقا للأرواح التي جاءت الشريعة
لحفظها بكونه وسيلة لحفظ أرواح المستضعفين:{ وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا
وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً( (النساء:75)
^^^
ما إن وصل من حديثه إلى هذا الموضع حتى رأينا مدير المدرسة
وهو قادم نحونا، فصافحني الأستاذ وانصرف.. وهو يقول: اكتم عني ما ذكرته لك.. فلم
أذكره في جميع حياتي لغيرك.
قلت: لا حرج عليك.. وأنت لم تقل إلا خيرا.. لم تقل إلا ما
هداك إليه عقلك.
انصرف شاكرا.. وقد بدت عليه أنوار كثيرة يمنعها الخوف من
الظهور.. ولكنها يوشك أن تتمرد على خوفها لتتمتع بأشعة شمس محمد.
مددت يدي إلى محفظتي لأستخرج بعض ما أحتاجه منها، فامتدت
يدي إلى الورقة التي سلمها لي صاحبك، فعدت أقرأ فيها..
لقد أيقنت حينها أن السور التاسع من أسوار الكلمات المقدسة
لم يتحقق به أي كتاب في الدنيا غير القرآن الكريم.