قلت: فكيف اخترته من بين كل الأصوات الجميلة التي تنبعث من
حناجر العالم؟
قال: لست أدري متى بدأ ذلك.. وكيف بدأ.. ولكني كلما سمعت
القرآن يتلى كلما امتلأت بهذه المشاعر اللذيذة.. أتدري؟
قلت: ماذا؟
قال: أنا أصاحب باعة الأشرطة لسبب واحد هو سماع تلك
الأصوات الجميلة التي تنبعث من حناجر قارئي القرآن.
خطرت على بالي فكرة وضع تراتيل للكتب المقدس تضارع تراتيل
القرآن، فرحت أسارع بطرحها عليه، قلت: أتدري.. لقد جعلني كلامك هذا أفكر في وسيلة
مهمة قد تجذب ملايين المسلمين إلى المسيحية، وفي نفس الوقت ترضي نهم المسيحيين إلى
هذا الجمال الذي يتمتع به قرآن محمد.
قال: أعلم تلك الفكرة.. لقد خطرت على بالي منذ سنوات.. بل
رحت أحاول تنفيذها.. لكني لم أزد طين كتابنا المقدس إلا بلة.
قلت: اسمع الفكرة أولا.. ثم ناقشها.
قال: ولماذا أسمعها منك.. وقد سمعتها من نفسي منذ سنوات؟
قلت: أي فكرة تقصد؟
قال: أنت تبحث عن وضع تراتيل للكتاب المقدس تشبه تراتيل
المسلمين.. أهذه هي فكرتك؟
قلت: أجل.. فما الذي يحول بيننا وبين تنفيذها؟.. أم أنك
ترى بأن المسلمين سيخرجون إلى الشوارع في انتفاضة عارمة؟
قال: لا أقصد هذا.. حتى لو خرجوا.. فما عساهم يفعلوا؟..
إنهم سرعان ما يتأقلمون وينسون.. ولكن أخشى أن توضع هذه التراتيل في المسرحيات
الكوميدية لتملأ أفواه الناس