responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464

في القرآن ـ الذي جاء به محمد في تلك البيئة ـ أي شيء من هذه الأشياء.

وهذا وحده معجز.. أليس للبيئة والعصر آثارا في نفوس البلغاء.. ألستم تتعرفون من خلال الكتاب المقدس على البيئة التي كتب فيها.. لكن القرآن يخلو من كل ذلك، وكأن الذي كتبه ليس في الأرض.. إنه من عالم آخر!؟

صمت قليلا، ثم قال: بالإضافة إلى هذا ألست ترى الشعراء والبلغاء قد يحسنون في فن، ويسيئون في غيره؟

قلت: بلى.. ولهذا قالوا في شعر امرئ القيس: يحسن عند الطرب وذكر النساء وصفة الخيل.. وقالوا: شعر النابغة عند الخوف، وشعر الأعشى عند الطلب ووصف الخمر، وشعر زهير عند الرغبة والرجاء.. وهكذا كل شاعر يحسن كلامه في فنّ، فإنه يضعف كلامه في غير ذلك الفن.

قال: إلا القرآن[1].. فإنه جاء فصيحاً في كل الفنون على أعلى طبقات الفصاحة:

اسمع ما يقول في الترغيب:{ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة:17).. ويقول:{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(الزخرف:71) أترى كلاما يمكن أن يرغبك في شيء كما يرغبك هذا الكلام.. إنه يجعل لنفسك الحرية في اختيار ما تشتهي، كما يجعل لبصرك الحرية في اختيار ما يرى.. إنك لو جمعت جميع أصناف النعيم في قصيدة ألفية ما استطاعت أن تعبر بمثل هذا المختصر الوجيز.

ثم اسمع ما يقول في الترهيب:{ أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً}(الاسراء:68).. ويقول:{ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ


[1] الاستثناء هنا منقطع بلا شك .. فالقرآن ليس شعرا.

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست