قلت: أجل.. يوجد الكثير منها.. وهو ضرورة.. فأحيانا يحتاج
الكاتب إلى نقل النص بلغته الأصلية، بالإضافة إلى أن هناك أعلاما لابد أن تكتب
بتلك الصيغة.
قال: وهكذا القرآن.. فهو بلسان عربي مبين.. وكونه كذلك لا
يمنع من وجود بعض الألفاظ القليلة التي تأتي على سبيل الندرة من الكلمات الأعجمية.
فوجود مفردات أجنبية فى أى لغة سواء كانت اللغة العربية أو
غير العربية لا يخرج تلك اللغة عن أصالتها، ومن المعروف أن الأسماء لا تترجم إلى
اللغة التى تستعملها حتى الآن.. فالمتحدث بالإنجليزية إذا احتاج إلى ذكر اسم من
لغة غير لغته، يذكره برسمه ونطقه فى لغته الأصلية.
ومن هذا ما نسمعه فى نشرات الأخبار باللغات الأجنبية فى
بلادنا، فإنها تنطق الأسماء العربية نُطقاً عربيَّا، ولا يقال: إن نشرة الأخبار
ليست باللغة الفرنسية أو الإنجليزية مثلاً، لمجرد أن بعض المفردات فيها نطقت بلغة
أخرى.
والمؤلفات العلمية والأدبية الحديثة التى تكتب باللغة
العربية ويكثر فيها مؤلفوها من ذكر الأسماء الأجنبية والمصادر التى نقلوا عنها
ويرسمونها بالأحرف الأجنبية والنطق الأجنبى لا يقال: إنها مكتوبة بغير اللغة
العربية، لمجرد أن بعض الكلمات الأجنبية وردت فيها، وهكذا.
ولهذا، فإن كل ما فى القرآن من كلمات غير عربية الأصل إنما
هى كلمات مفردات، وهي في معظمها أسماء أعلام مثل ( إبراهيم، يعقوب، إسحاق، فرعون)
زيادة على ذلك، فإن القرآن يخلو تمامًا من تراكيب غير
عربية، فليس فيه جملة واحدة اسمية، أو فعلية من غير اللغة العربية.
قلت: ليست الخطورة في هذا.. ولكن الخطورة في مصطلحات كثيرة
ورد بها القرآن.. وهي دليل على تأثره بمصادر أجنبية.