بل إن القرآن يذكر بعض ما كان في ذلك الإنجيل، فيقول:{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ
مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}(الفتح:29)
قلت: فأنت بهذا تنفي صفة القداسة عن كل العهد الجديد.. لأن
كل كتاب أو رسالة فيه هي كلام بشر.
قال: أنا لا أنفي عنها القداسة مطلقا.. ولكني أرى أن
الكتبة ذكروا أشياء هي حقيقة من الإنجيل الحقيقي.. وأشياء أخرى كثيرة لا علاقة لها
بالإنجيل.. وسنعرف ذلك في محله من مناقشتنا هذه.
قلت: فلنعد إلى مرقس.. أرانا قد أطلنا الحديث عنه.
قال: نعم.. لأنه أقرب الأناجيل المعروفة إلى الصحة، ومع
ذلك تعتريه كل هذه الشبهات.
قلت: ألديك شكوك أخرى فيه؟
قال: أجل.. الإسناد بين المسيح ومرقس منقطع.. فلهذا لو
طبقنا مقايسس المسلمين في