دراسة الأسانيد على هذا الإنجيل لرأينا أنه من الأسانيد
المنكرة التي لا يمكن التعويل عليها.
لا أنكر أن أحداثا كثيرة ذكرها مرقس أو ذكرها الإنجيليون
من بعده لا شك في صحتها، ومثل ذلك أقوالا كثيرة للمسيح.. ولكن أي شيء منها غير
صحيح.. هذا هو محل الشك.
أرجع إنجيل مرقس، وأخذ إنجيلا آخر أكبر حجما، وقال: هذا هو
إنجيل لوقا.. إنه ثالث الأناجيل وأطولها، فهو يتكون من أربعة وعشرين إصحاحاً،
يتحدث الإصحاحان الأولان عن النبي يحيى وولادة المسيح، ثم تكمل بقية الإصحاحات
سيرة المسيح إلى القيامة بعد الصلب و كاتبه هو لوقا.. أتعرف من هو لوقا؟
قلت: أجل.. هو كاتب الإنجيل المسمى باسمه.
قال: أتعرف علاقته بالمسيح؟
قلت: لا أكتمك بأنه لم يكن لي اهتمام كبير في التدقيق في
هذه الأمور.. فلهذا تعامل معي كعامي فيها.
قال: لا علاقة للوقا بالمسيح.. بل إنه كتب إنجيله حوالي
عام 60 ميلادي، والأصل الذي كتب عنه إنجيله غير موجود.. لكن أدلة كثيرة تدل على
أنه اعتمد في مصادره على مرقس، فنقل عنه ثلاثمائة وخمسين من فقراته التي بلغت
ستمائة وإحدى وستين فقرة، كما نقل عن متى أو عن مصدر أخر مشترك بينه وبين متى.
وبذلك تكون الثقة في إنجيله بقدر الثقة في المصادر التي اعتمد
عليها.
أما عن شخصيته.. فإن الغموض يكتنفها هي الأخرى.. فبعضهم
يذكر أنه كان رومانياً، وبعضهم يذكر أنه كان أنطاكياً، وبعضهم يذكر غير ذلك.
واختلفوا في مهنته، فبعضهم يذكر أنه كان طبيباً، وبعضهم
يذكر أنه كان مصوراً.
واختلفوا في اللغة التي كتب بها إنجيله..
واختلفوا في السنة التي ألف فيها إنجيله بين 53 - 80
م.