قبل أناس كثيرون من المسيحيين في القرن الثاني منتش الذي
كان زاهداً مرتاضاً وادعى أنه هو البارقليط الموعود به، فقبلوه لأجل زهده ورياضته
)
قلت: أنت تنقل من المسلمين.. وهم أعداء ما جهلوا..
قال: ألسنا نبحث عن الحقيقة؟
قلت: بلى.. ولكن من فم الأصدقاء.. لا من أفواه الأعداء.
قال: ولكن هؤلاء الذين نتصورهم أعداء صادقون، وهم ينهجون
المنهج الصحيح للحقيقة.. إنهم يطبقون ما ورد في كتابهم المقدس الذي ينهاهم عن
الجور حتى مع الأعداء.. إنه يقول لهم بقوة وحزم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة:8)
فهو لذلك قد زودهم بالمنهج الصحيح للبحث عن الحقيقة.
قلت: دعنا منهم.. ولنعد إلى بولس.. ورسائل بولس.
قال: نعم هذه الرسائل قد تكون نسبتها صحيحة إلى بولس.. فهي
تمتلئ بعبارات تدل على أنه كاتبها.. وهي لذلك تصطبغ بالصبغة الشخصية له، فهي ليست
لاهوتية الطابع، بل رسائل شخصية لها ديباجة وخاتمة..
ومع ذلك كله، فليس ثمة إجماع على صحة نسبة هذه الرسائل إلى
بولس، بل إن بعض المحققين يميل إلى أن أربع رسائل منسوبة إليه كتبت بيد بعض
تلاميذه بعد وفاته بعشرين سنة كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية.
بل إن أرجن يشكك ـ في شرحه لإنجيل يوحنا ـ بجميع رسائل
بولس المرسلة إلى الكنائس فيقول:( إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذي
كتبه هو سطران أو أربعة سطور )