قال: فكيف لم يفعل هؤلاء الكتبة ذلك.. هل كانت النسخ
محدودة لهذه الدرجة.. أنتم تزعمون أن للكتاب المقدس نسخا لا حصر لها.
صمت، فقال: لا بأس.. لقد حل قومي وقومك المشكلة.. وسوف
تأتي أجيال لن تتساءل عن هذا؟
قلت: ما تقصد؟
قال: بعد أن أشار الناس إلى هذه الفراغات، واحتاروا فيما
كان موجود مكانها، وبدأت تثير الشكوك في نفوس العقلاء جاء من علمائنا من يبيح
إكمال الفراغات الناقصة في هذا الكتاب على طريقة (أكمل الفراغات).. كما كنا نتعلم
في المدارس، فاختاروا كلمات على مزاجهم، وأكملوا بها النصوص الناقصة.
التفت إلي، وقال: ألا تعلم بأن كتاب المسلمين المقدس أشار
إلى هذا.. لقد ورد فيه:{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا
مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ
إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ } (المائدة: 13)؟
لقد أخبرت هذه الآية عن هذا التلاعب الذي لا يزال مستمرا..
إن الخيانة لا تزال مستمرة.. ولسنا ندري متى تنتهي.
3 ـ التبديل
قلت: علمت أدلتك على وجود النقصان، فما مرادك من
التبديل؟.. وما أدلتك عليه؟
قال: من تجرأ على أن يزيد في كلام الله ما يمليه عليه
هواه.. ثم تجرأ على أن ينقص منه ما لا يتناسب مع مصالحه، لن يتخاذل عن أي تبديل قد
يتصادم مع هذه المصالح التي اتخذها إلها من