قال: أجل.. ألا تعلم أنه لا يمكن أن تكون هناك جريمة
كاملة!؟
قلت: عم تتحدث؟
قال: من أكبر الأدلة علي التحريف ما ترى في الكتاب المقدس
من النصوص المنقوصة، والتي وضعوا مكانها نجوما أو نقطا، أو تُركت فارغة[1].
هكذا فعل قومنا مع الكتاب المقدس.. لقد وضعوا مكان النصوص
الناقصة نجوما أو نقاطا أو خطوطا مستقيمة أو تركوها فارغة.
أدركت ما يذكره، فقلت: أجل.. هناك أكثر من أربعين موضعا في
أغلب النسخ في الكتاب المقدس وضعت خطوط مكانها.. وسبب ذلك أنها لم تكن واضحة في
المخطوطة الأصلية، لذلك كان من باب الأمانة ما وضعه النساخ مكانها من نجوم أو
خطوط.
قال: أهكذا بكل بساطة تتحدثون عن الكتاب المقدس.. هل
الكتبة كتاب محققون.. أم أنهم حفظة لكتاب مقدس؟
قلت: هم كتبة، وهم حفاظ.
قال: فقد انفردوا بالكتاب المقدس إذن..
قلت: ما تقصد؟
قال: في العادة عندما يصعب على محقق أي مخطوطة قراءة ما
فيها يلجأ إلى نسخة أخرى.. وهكذا حتى يعرف وجه الصواب.. أليس كذلك؟
[1] من ذلك على سبيل المثال: حزقيال:23عدد43:«
فقلت عن البالية في الزنى الآن يزنون زنى معها وهي^^^^»
مزمور137
عدد 5: أن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني^^^^^^ ، حبقوق 1 عدد 1:الوحي الذي رآه
حبقوق النبي ــــــــــــ ، وهنا يبدوا أن الوحي الذي رآه حبقوق النبي كان
وحيا عظيماً جداً وسريا، لذلك وضعوا مكانه خطا.