قال: والبابا أيضا يمكن أن يخطئ.. فقبل سنوات خرج علينا
بابا الفاتيكان باعتذارات رسمية عما قامت به الكنيسة في سالف عهدها من اضطهاد
لمخالفيها في العقيدة أو الرأي.. إذن البابا والكنيسة والمجامع يمكن أن تخطيء؟
قلت: أجل.. ذلك صحيح.
قال: فكيف تجعلون مجامعكم مقدسة؟.. وكيف تهبون لهذه
المجامع سلطة تعيين الكتاب المقدس؟.. ولماذا لا تطلبون من الكنيسة أن تريكم تلك
الأسفار الكثيرة التي لم يرض عنها أعضاء المجامع لتدرس على ضوء البحث العلمي
الموضوعي الدقيق.. اطلبوها منهم.. واعلموا أنهم لن يسلموكم شيئا منها.. لقد حاولت
ذلك مرارا.. أتدري لم؟
قلت: لم؟
قال: لأن سلطتهم ترتبط بهذه الأسفار.. لا بتلك الأسفار..
ولا يمكن لأي مجرم في الدنيا أن يقدم دليل إدانته.
الكلمات الناقصة:
صمت قليلا، ثم قال: هذا هو النوع الأول من أنواع النقصان
الذي حصل للكتاب المقدس.. وهناك نوع آخر لا يقل خطرا.
قلت: ما هو؟
قال: إن قومي وقومك لم يكتفوا برفض الكتب التي لا تتناسب
مع أذواقهم، بل سمحوا لأنفسهم بتعديل الكتب التي رضوا عنها لتتناسب مع أذواقهم.
قلت: ما تقول؟
قال: لا تخف.. لست أدعي ولا أكذب.. لقد ترك القوم أدلة على
ما فعلوه من خيانة للكتاب