قلت: ذلك صحيح.. فهي معصومة في قراراتها.. ولولا ذلك
لأمكننا مناقشتها فيما تختاره.. لقد جاء في وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني
الثاني قولهم:( إن ما تتضمنه وتعرضه الكتب المقدسة من حقائق موحاة مكتوبٌ كله بوحي
من الروح القدس، وتؤمن أمنا الكنيسة المقدسة بموجب الإيمان الرسولي أن كتب العهدين
القديم والجديد كلها وبجميع أجزائها مقدسة وقانونية، فالله هو مؤلفها مكتوبةٌ
بوحيٍ من الروح القدس)[1]
قال: فقد قرر المجمع المسكونى الخامس للكنيسة أن المرأة
خالية من الروح الناجية التي تنجيها من جهنم..
وقرر مجمع آخر أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه،
وأنه لا روح لها ولا خلود، ولا تُلقَّن مباديء الدين لأنها لا تُقبَل عبادتها، ولا
تدخل الجنة، ولا الملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير
أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان.
وبناء على ذلك.. أو بناء على هذه الأفكار.. وفى عام 1500..
تشكل مجلس اجتماعي في بريطانيا لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد
أحرق الآلاف منهن وهنَّ أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلي على أجسامهن فقط لمجرد
التسلية.. وحتى لا يختلف عليك الأمر فقد كان القضاة هم رجال الكنيسة.
فلماذا لا تقرون بما قالت هذه المجامع؟
قلت: لقد أخطأت هذه المجامع في هذه القرارات..
قال: فالمجامع يمكن أن تخطئ.
[1] وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني
الثاني ص 408.