ومن الثابت تاريخيا أن قسطنطين قد أدار المؤتمر بصورة
واقعية، فقد كان يشــعر، بل ويتصرف كرئيس للمجمع، فكان يأمر الأساقفة بما يجب
عمله، وما يجب تركه، وقد أعلن في مناســبة أخرى مؤكداً:( إني أرغب في قانون كنسي )
وقد قبلت الكنيسة كل هذا صاغرة، لـذلك أصبح القيصر أسقفها العام (الدولي) المعترف
به.
ولم يكن غير قسطنطين الذي أدخل ما تعارف عليه بصيغة
(هومسيوس) الشهيرة في قرارات مجمع نيقية وفرضها على الأساقفة المعارضين بإستعمال
سطوته.. زيادة على ذلك، فإنه لم يكن له تأثير فعّال وغير مباشر فقط على تكوين
العقيدة، بل كان أيضاً يصوت معهم.
ومثل ذلك تحولت قرارات المجامع الأربعة المسكونية الأخرى
بهذه الطريقة إلى قوانين عامة[1].
قلت: أنت تتهم مجامعنا المقدسة.
قال: ما أكثر ما تستغلون القداسة.. وما أكثر ما تستغلنا
القداسة.. أجبني.. وكن صادقا في إجابتي.
قلت: أفي شك أنت من ذلك؟
قال: أنا لا أشك في صدقك.. ولكني أخاف من تهربك.
قلت: لا بأس.. سأكون مع الحق.. ولو على نفسي.. أو على قومي.
قال: أكبر دليل لكم.. بل الدليل الوحيد لكم على قدسية أي
سفر من الأسفار هو ما أقرته المجامع الكنسية.. أليس ذلك صحيحا؟
قلت: بلى.. هو صحيح.. وهو مفخرة لنا.
قال: فأنتم تعتبرون بذلك هذه المجامع معصومة في آرائها..
بحيث لا تختار إلا المقدس
[1] انظر المراجع التي تحدثت عن مجمع
نيقيه: ككتاب تاريخ الأمة القبطية، وكتاب ابن البطريق ( نُظُم الجوهر ) الذي ألفه
وحكى فيه تاريخ المجامع، وهو مسيحي طبعاً، وكتاب الروح القدس في محكمة التاريخ،
للمؤلف روبرت كيل تسلر.