أمام أحد الصخور.. وقف صاحبي يبين لي كيف استطاع العلماء أن يعرفوا تاريخ
الأرض من خلال تاريخ الصخور.
وكان بمقربة منا علي، وهو يتنصت باهتمام شديد، ويحاول أن يجد الفرصة
المناسبة ليتدخل.
قال صديقي الجيولوجي ـ بعد أن أطنب في الكلام عن كيفية معرفة تاريخ الأرض عن
طريق صخورها ـ: الجيولوجيا تعتمد على مبدأ الجيولوجي هاتون الذي قرر في القرن
الثاني عشر أن (الحاضر مفتاح الماضي)، وأن البحث في صخور الأرض يمكننا من عمل
نتيجة زمنية تبين مقياس الحقب الجيولوجية القديمة.
ولهذا.. فإن هذه الصخرة تمثل كتاب تاريخ لا يقل عن أي كتاب آخر.. وهي تمثل
بالنسبة لنا أثرا من الآثار لا يقل عن كل تلك الآثار المكتشفة.
تقدم علي منه، وقال: هل تسمح لي بالحديث معكم في هذا الموضوع.
قلت: لا بأس.. تفضل.. تحدث عما تريد.
علي: لقد ذكر القرآن هذا.. لقد أمرنا بالسير في الأرض، والبحث فيها لنعرف
كيف بدأ الخلق، فقال تعالى:﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا
كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ
اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (العنكبوت:20)
فهذه الآية صريحة في الدلالة على المنهج العلمي الصحيح الذي نعرف به تاريخ
الأرض الحقيقي.. زيادة على أن التعبير القرآني بالسير في الأرض يشير إلى البحث في
الطبقات الجيولوجية للأرض لنتعرف على نشأة الأرض ونشأة المملكة النباتية
والحيوانية بها[1].
[1]انظر: الكون
والإعجاز العلمي في القرِآن د. منصور حسب النبي.