ألكسيس: بعد اكتشاف بييضة المرأة في القرن التاسع عشر الميلادي تمكن
الباحثون من تحديد يوم خروجها من المبيض في المرأة، ومكنهم ذلك من تحديد موعد
بداية الحمل بخطأ لا يتجاوز زيادة يوم واحد.
وبعد أن تمكن علماء الطب أخيراً من غرس (كاميرا) في رحم المرأة أثناء حملها
أمكنهم متابعة الحمل بدقة بالغة، وأمكنهم تحديد زمن ظهور أعضاء جسم الجنين، وزمن
تشكلها، وأمكنهم تصوير مراحل تكوين تلك الأعضاء.
علي: لقد ورد في الحديث تحديد للمواعيد التي تمر بها كل مرحلة من مراحل
الجنين، فقال a:(إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً، فصورها، وخلق
سمعها، وبصرها، وجلدها، ولحمها، وعظامها، ثم قال: يارب أذكر أم أنثى؟ فيفضي ربك ما
شاء ويكتب الملك)[1]
تعجب ألكسيس عجبا شديدا من هذا الحديث، فطلب من علي إعادته عليه، فأعاده، فقال:
هذا حديث عجيب.. إن فيه حقائق كثيرة من حقائق علم الأجنة لم تصل إليها البشرية إلا
بشدة، وبعد مرور زمن طويل.
أما الحقيقة الأولى، فهي تخلق الإنسان من النطفة المنوية المتكونة من ماء
الرجل وبييضة المرأة، وقد أشار إلى ذلك نبيكم في قوله:(إذا مر بالنطفة) أي أن
الإنسان يخلق من النطفة لا من دم الحيض، كما كان شائعاً بين الأطباء إلى القرن
السابع عشر.
أما الحقيقة الثانية، فهي أن الحديث حدد ليلة معينة من عمر الجنين يدخل
بعدها الملك:(إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً)
أما الحقيقة الثالثة، فيشير إليها قول نبيكم:(فصورها) أي أن الصورة الآدمية
للجنين تبدأ