مجموعة كبيرة منها.. ثم يموت على عنق الرحم عدد آخر.. ثم تذهب مجموعة منها
تكون البويضة.. فتهلك تلك التي ذهبت إلى غير مكان البويضة.. ولا يصل في النهاية
إلى البويضة إلا ما يقرب من خمسمائة حيوان منوي فقط، وهنا يقع اختبار آخر لحيوان
منوي واحد فقط من بين هؤلاء ليتم به تلقيح البويضة.
وفي البويضة كذلك اصطفاء وانتقاء.. إذ يبلغ عدد البويضات في مبيض الأنثى وهي
لا تزال جنيناً في بطن أمها ستة ملايين بويضة أولية.. ولكن كثيراً منها يذوي ويموت
قبل خروجها إلى الدنيا.. ثم تستمر في اندثارها حتى إذا بلغت الفتاة المحيض لم يبق
منها إلا ثلاثين ألف فقط.
وفي كل شهر تنمو مجموعة من هذه البويضات.. ولكن لا يكتمل النمو إلا لواحد
فقط، وفي حياة المرأة التناسلية لا يزيد ما تغرزه المرأة عن أربعمائة بويضة فقط،
فهناك اصطفاء وانتقاء للحيوان المنوي.
علي: لقد وصف الله تعالى الماء الذي يخرج من الرجل بأنه ماء دافق، فقال:﴿
فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6)﴾
(الطارق)، فالقرآن يسند التدفق للماء نفسه مما يشير إلى أن للماء قوة دفق ذاتية.
ألكسيس: لقد أثبت العلم الحديث أن المنويات التي يحتويها ماء الرجل لابد أن
تكون حيوية متدفقة متحركة وهذا شرط للإخصاب، وقد أثبت العلم أيضاً أن ماء المرأة
الذي يحمل البييضة يخرج متدفقاً إلى قناة الرحم (فالوب)، وأن البييضة لابد أن تكون
حيوية متدفقة متحركة حتى يتم الإخصاب.
علي: لقد وصف القرآن الكريم عملية التلقيح بالحرث، فقال
تعالى:﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى
شِئْتُمْ﴾ (البقرة:223)
وقد أخبر a عن مرحلة الانغراس، وهو الوقت الذي تصير في النطفة أمشاجاً،