حذيفة: ولا عجب في أن يكون أخي علي من نسل علي ابن عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فقد كان محبا للعلم.. بل أثر في خطبه الكثيرة الحديث عن السماء والأرض
وبديع الصنعة الإلهية.. ولذلك فإن عليا يجمع بين العلمين.. علوم الكتاب، وعلوم
الكون.
علي: بل قل: علوم الكتاب، وعلوم تأويل الكتاب.. فلا أرى علوم الكون إلا
تأويلا للكتاب.. ولا أرى كل هذه المجلدت والموسوعات والمخابر إلا حروفا تفسر كلام
ربنا، وتقربه إلينا.
حذيفة: اعذرنا.. فنحن دائما هكذا..
قلت: ولكني مع ذلك أراكما متحابين متصافيين.
علي: لأنا صادقين فيما ندافع عنه.. كل واحد منا يمثل اتجاها، ولكنا في
الأخير نلتقي على هدف واحد.
قلت: أأنت متأثر لعدم الإذن لك بالحضور؟
علي: لا يمكنني أن أكذب، فأزعم بأني لست متأثرا لعدم حضوري.. لأني لا أرضى
بالقمع مهما كان نوعه سياسيا، أو فكريا..
لو لم يكن لدي علاقة بموضوع المؤتمر ما كنت مباليا، ولكن المؤتمر يصب في صلب
اختصاصي.
لكن لا بأس.. فإن لم أحضر أنا، فسيحضر أخي.
قلت: لا عليك.. لقد قدمت بأجهزة متطورة ستسجل كل ما يذاع في المؤتمر،
وسأستقبلك في غرفتي لتسمع كل ما يقال.
قال: أنا لا يعنيني مما يقال إلا شيء واحد هو المحاضرة العلمية التي تقدم في
نهاية كل جلسة.. أما ما عدا ذلك من محاضرات، فلست متأسفا لعدم حضورها، فلدي من
المراجع ما يكفي لذلك..