علي: ليس هناك موضوع خاص بالمسلمين، أو خاص بغيرهم.. الحقائق ملك الجميع..
والقرآن كتاب الجميع.. ولا ينبغي لأحد من الناس أن يحتكره.. ألم يقل
القرآن:﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ
حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ﴾ (التوبة:6)؟
لقد أمرنا الله في هذه الآية بأن نوفر الجو المناسب لكل الناس ليسمعوا
القرآن، ثم نتركهم لقناعاتهم.
بل إن الآية تقدم بعض الأعذار للمشركين، فهي تعتبر شركهم بسبب أنهم لا
يعلمون، فلذلك إذا ما علموا وعلموا زال عذرهم، وأقيمت الحجة عليهم.
بل إن الله تعالى دعا إلى الجهاد بكتابه، فقال:﴿ فَلا تُطِعِ
الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾ (الفرقان:52)
حذيفة: ولكن ألا ترى أن هناك بعض الاعوجاج في هذا؟
علي: أي اعوجاج؟
حذيفة: أنت العالم الخبير صاحب الشهادات العلمية الكثيرة لا يؤذن لك في مجرد
الحضور مع كونك من أهل هذا البلد، بينما يستدعى هذا الألماني من بلده.
علي: ذلك شيء آخر.. نعم هم قصروا في حقي، لكنهم لم يقصروا في حقه.
التفت إلي، وقال: اعذرني.. فأنا وأخي هذا دائما هكذا.. لا أقول شيئا إلا ذكر
ما يخالفني فيه.. خوفا علي من الأهواء.
ولا عجب في ذلك، فهو من نسل الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان.. لعلك لا
تعرفه.. لقد كان هذا الصحابي شديد الحرص على الدين، فلذلك كان يغلب سد الذرائع..
وفي الوقت الذي كان الصحابة يسألون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الخير كان هو بدل ذلك يسأله عن الشر مخافة أن يدركه، وقد نال لذلك شرف
أن يصير أمين سر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.