وذلك بالإضافة إلى استخدام حوالي 40 مليار رطل سنويا من مخلفات المسالخ مثل
الدماء والعظام والأمعاء بالإضافة إلى ملايين القطط والكلاب السقيمة التي يوصي
الأطباء البيطريون بأن يكون مآلها القتل الرحيم أو التي يُسلمها لهم القائمون على
ملاجئ الحيوانات، حيث تحوَّل لحوم هذه الحيوانات إلى علف مما يعتري سلوكيات
المواشي والخنازير التي سرعان ما تتحول من حيوانات آكلة للأعشاب إلى حيوانات آكلة
للحوم.
علي: لم ينه الشرع عن ذلك فقط.. بل نهي a أن تلقى في الأرض النجاسات ونحوها، لتكون سمادا للأرض، وقد روي عن بعضهم قال:(كنا نكري أرض رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ونشترط على من يكريها ألا يلقي فيها العذرة)، ومن هذا الباب حرم الشرع كل الكيميائيات الضارة التي
تفسد الزرع، وتحوله إلى سموم قاتلة.
عالم الغذاء: للأسف.. لقد صبحت الكيماويات جزءاً ضرورياً لا يمكن الاستغناء
عنه من الحياة البشرية.. فهي بحسب تصورهم المحدود تدعم التنمية، وتقي كثيراً من
الأمراض، وتزيد الإنتاجية الزراعية، وتعود بفوائد جمة على المجتمع.
علي: ولكن الكثير من هذه المنافع حقيقة واقعة، وهي من فضل الله على عباده.
عالم الغذاء: أجل ولكن ضررها ـ الذي سببه سوء تعامل البشرية معها ـ أكثر من
نفعها، فالإنسان قد يتعرض لها مباشرة، أثناء تصنيعها أو نقلها أو توزيعها أو
تداولها أو استعمالها أو التخلص منها، وهذا قد يحدث آثاراً ضارة في صحته.
علي: صدق الله العظيم، فقد قال:{ وَلَوبَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ
لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ
بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}(الشورى:27).. لقد بسط الله بعض فضله على أهل هذا
العصر بما فتح لهم من خزائن العلم من خزائن الأرزاق، فراحوا يقتلون أنفسهم،
ويقتلون الأرض معهم.