ففي هذه الآيات الكريمة أخبر تعالى أن المصريين، ومن جاورهم من الشعوب
اكتفوا في تلك الفترة الطويلة بما تدره عليهم السنابل المخزنة من رزق، وهو دليل
على أنها غذاء كامل، وإلا لكان في اكتفائهم بها ما يؤدي بهم إلى سوء التغذية[1].
عالم الغذاء: صدق كتابكم في هذا، ونصحكم غاية النصح، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على التركيب التحليلي للقمح، وعشبة القمح
أنهما يحتويان على العناصرالوفيرة مثل الكالسيوم والفسفور والكبريت البوتاسيوم
والكلور والصوديوم والمغنيسيوم، وغيرها.. وليس هذا فقط، بل إنهما يحتويان على نسب
مقاربة جدا لما هي موجودة عليه في جسم الإنسان.
وزيادة على ذلك فإن حبة القمح تحتوي على كل العناصر النادرة في التربة،
بكميات نادرة أيضا، وبنسب مقاربة جدا لما هي موجودة عليه في جسم الإنسان، ومن
أمثلتها الحديد والفلور والزنك، والنحاس، واليود والكروم والكوبالت، والسيليكون،
والفاناديوم والسيلينيوم والمنجنيز والنيكل والموليبدنيوم وغيرها.
وإضافة إلى ذلك كله، فحبوب القمح تحتوي على الكربوهيدرات التي تعتبر المصدر
الأول للطاقة.
علي: ولكن ما ذكرته لا يشكل الغذاء الكامل؟
عالم الغذاء: تقصد البروتينات.. القمح يحتوي على كل الأحماض الأمينية
العشرين الأساسية وغير الأساسية، وهي وحدات بناء كل أنواع البروتينات الموجودة في
الجسم.. كلها
[1]) ذكر هذه
الإشارة الدكتور جميل القدسي الدويك، قال:« وبالفعل عاشت مصر بأكملها، وما حولها
من الحضارات سبع سنين كاملة على غذاء متكامل، وافٍ شامل، دون أن يأكلوا أي طعام
آخر لأن كل الأطعمة قد انتهت بعد جفاف سبع سنين، فأكلوا بذلك الغذاء الصحي
المتكامل ألا وهو القمح الكامل»