عالم الغذاء: صدق القرآن في هذا، وسبق.. فإن هذه حقيقة علمية لا شك فيها[1]، فكل العلماء يتفقون على هذه الحقيقة التي جاء بها القرآن الكريم.. فهم
يتفقون على أن اللبن الذي هو خالص (يعني مصفى) وسائغ (مستطعم ومستساغ بفضل احتوائه
على المشهيات وهي الدسم والسكر) لا يتشكل إلا من مواد موجودة ما بين الفرث (والفرث
هو محتويات الكرش من علف مخمر بفعل جراثيم نافعة تساعد على تخمير الأعلاف المعقدة
الهضم) ومن مواد موجود قسم منها في الدم بالأصل وقسم يأتي إلى الدم من الكرش.
علي: كيف يتم ذلك؟
عالم الغذاء: قبل أن أشرح لك المعاني العظيمة التي تضمنها هذه الآية العظيمة
أحب أن أذكر لك أن البشر منذ زمن بعيد أدركوا العلاقة بين إدرار اللبن وما يتناوله
الحيوان من غذاء، وأن الحيوان يهلك إذا ما حرم من الغذاء.
ولكنهم لم يعرفوا العملية التي يتم بها تحول هذا الغذاء إلى لبن أو لحم أو
عظم أو أي مادة أخرى حتى جاء العلم الحديث ليبين لنا المراحل التي توصلنا إلى
تكوين اللبن خالصاً سائغاً للشاربين.
علي: ولم تأخرت هذه المعرفة إلى العلم الحديث؟
عالم الغذاء: لن كل المعلومات المرتبطة بهذا لا يمكن معرفتها إلا بعد اكتشاف
أسرار الجهاز الهضمي ومعرفة وظائف أعضائه، وبعد اكتشاف الدورة الدموية وعلاقتها
بعملية امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء ودخولها في الدم.
علي: فلم تأخرت معرفة كل ذلك؟
[1]من (ما بين
الفرث) والدم ينتج الحليب، بقلم الدكتور عاطف الهندي، طبيب بيطري /وزارة
الزراعة-الأردن، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.