عالم الغذاء: لقد سلك العلم التجريبي طرقاً دقيقة لمعرفة وظائف أعضاء الجهاز
الهضمي بعد أن اخترعت الآلات التي تم بها إجراء التجارب والأبحاث لتحقيق النتائج
الدقيقة.
ولم يحصل هذا إلا في وقت متأخر، فقد كان علماء الأحياء والأطباء في القرنين
الرابع عشر والخامس عشر الميلادي عاجزين عن ترجمة ملاحظاتهم العلمية إلى رسوم
وصور، كما كانوا أكثر عجزاً عن نشرها بين الطلاب لعدم توافر إمكانيات النشر.
وسار التقدم في الأجهزة العلمية التي استعملت في معرفة أسرار عملية الهضم
بخطوات متتالية حتى انكشف للباحثين الكثير من أسرار الهضم.
وإن شئت بعض التفصيل.. فقد تتابعت الاكتشافات العلمية في معرفة وظائف أعضاء
الجهاز الهضمي من عام 1833م إلى أن تم التوصل في القرن العشرين إلى توضيح الأعمال
المتتالية لعملية الهضم من تفكك بروتيد البروتينات بواسطة السلاسل الأنزيمية
المعدية والمعوية.
كما تم توضيح تركيب وتأثير أهم العصائر الهضمية، والتثبت من إنزيمات عديدة
ذات دور كبير في عملية هضم الطعام، مثل:اللاكتاز، والليبار والبروتيداز وغيرها، كما
اكتشف مفعول الهرمونات المختلفة العاملة في مختلف مراحل عملية الهضم.
وفي عام 1902م اشترك بايليس (Bayliss) وستارلنغ (Starling) في اكتشاف هرمون السكرتين.
وفي عام 1911م أوضح (و.ب. كانون) العوامل الميكانيكية في الهضم وأوضح (ر.
غلينارد} (1913م) الدراسة السينمائية التسجيلية لحركات الأمعاء.
هذا ما يخص الجهاز الهضمي..
أما معرفة الدورة الدموية، والتي هي من أركان معرفة كيفية تكون اللبن، فقد
ابتدأت باكتشاف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى وكان يقال قبل ذلك إن الدم ينقى
ضمن تجويف