لهم بشرب الخمر بحجة أن بلادهم باردة، فأبى ذلك.. فقد روي أن ديلم الحميري
سأل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: يا رسول الله إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا، وإنا نتخذ من
هذا القمح نتقوى به على أعمالنا، وبرد بلادنا، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(هل يسكر؟)، قال: نعم، قال:(فاجتنبوه)[1]
علي: صدق نبيكم ونصحكم، ذلك الدفء ليس إلا وهما.. فالخمر توسع الأوعية
الدموية، وخاصة تلك التي تحت الجلد، فيشعر المرء بالدفء الكاذب، كما يحصل في أعياد
الميلاد في أوروبا وأمريكا حيث يسكر كثير من الناس، ويبقى بعضهم في الشوارع
والحدائق يتعرضون للبرد القارس، فيموتون من البرد، وهم ينعمون بالإحساس الكاذب
بالدفء.
علي: ومن المنافع التي يعتقدها قومي تأثيرها الصحي على مرضى القلب، وقد سمعت
من يقول:(من أصابته أزمة قلبية، وكاد يموت فعلم أنه لو أخبره الطبيب بأنه لا يجد
ما يدفع به الخطر سوى شرب مقدار معين من الخمر، فإنه يجوز له شربه)
الطبيب: هذا خطأ فاحش، بل هو وهم قاتل.. فإن الخمر لا توسع الشرايين التاجية
المغذية للقلب، كما كان موهوما من قبل، وإنما تضيقها.. فالخمر تسبب في ترسيب
الدهنيات والكوليسترول في جوفها، وبذلك تساعد على تسبب جلطات القلب والذبحة
الصدرية، وخاصة مع التدخين.. فكلتا المادتين تساهمان في انسداد الشرايين التاجية،
الأولى (أي الخمر) بترسيب الدهنيات والكوليسترول، والثانية بانقباض الشرايين
وتضييق مجراها.
وليس ذلك فقط، بل إن للخمر خاصية أخرى تجعل منها داء للقلب لا دواء له..
فهي تصيب عضلة القلب بالتسمم (Toxic Cordionyopathy)
الطبيب: فهل هناك غير الخمر مما ترونه من استعمالات الأدوية؟
علي: كل ما ذكر الشرع حرمته من المأكولات وغيرها لا نجيز استعماله في
التداوي