علي: نحن نعلم أن الله الذي خلق العلل لم يجعل فيما حرم علينا أي دواء،
فالله الحكيم الرحيم لا يحرم علينا ما فيه مصالحنا.. وقد زادتنا الأيام والمعارف
ثقتنا بربنا، فلذلك لم نر دواء محرما يوصف في الصباح إلا كر عليه من ينفي صحة
استعماله في المساء.
الطبيب: بورك لكم ثقتكم في ربكم وفي دينكم.. ليت لنا ما لكم.
العقلانية:
علي: والشرط الثاني الذي نشترطه في استعمال كل ما في العالم من أدوية هو
العقلانية.
الطبيب: ما تقصد بالعقلانية؟
علي: نحن بشر شرفنا الله بالعقول، ولا يليق بالعاقل أن يرمي عقله أحوج ما
يكون إليه.
الطبيب: وما علاقة ذلك بالطب؟
علي: لقد ارتبط الطب في أحيان كثيرة بالسحر والشعوذة والكهانة والخرافة
والدجل.. وقد نهانا ديننا عن كل ذلك نهيا شديدا.. فقد قال a:(من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) [1]
وهذا وحده كاف لدلالتك على صدق نبينا، فقد ظلت الأكاذيب الشائعة تمزج بقالب
علمي لإقناع الناس بوجود علم اسمه علم التنجيم طيلة قرون طويلة، حتى جاء القرن
العشرين ليضع الأساس العلمي الصحيح لعلم الفلك.
الطبيب: فما موقفكم من أنواع التداوي الكثيرة المنتشرة في العالم كالطب
الصيني والهندي وغيرها مما لم تعرف أسرار الاستشفاء بها.