اذكروا اسم الله عليه أم لا؟)، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(سموا الله عليه، وكلوا) [1]
^^^
ما وصل علي إلى هذا الموضع من حديثه حتى أذن آذان المغرب، فاغرورقت عينا علي
بالدموع، وقال: إن ربي وطبيبي يدعوني إلى عبادته والاتصال به … فأذنوا لي… فلا يحق للعبد أن يتكبر
على ربه الذي لم ير الخير إلا منه.
أحسست بأنوار عظيمة تنزل على صاحبي الطبيب، وإذا به من غير شعور يتخلى عن كل
تلك المواقف المشددة التي كان يبديها نحو الدين، ليقول لعلي: لقد التقيت ناسا
كثيرين في حياتي من العلماء والخبراء … ولكني لم أستفد منهم مثلما استفدت من نبيكم.
إن نبيكم لا يتلقى علمه من تلك الصحراء القاحلة التي ولد فيها … ولا من أولئك البدو
الذين عاش بينهم … بل إنه لو لاقى أطباء اليونان والرومان والهنود لما زاد على أن يملأ كتابكم
بالخرافات التي تمتلئ بها تلك الحضارات..
إن نبيكم يتلقى الحقائق من خزائن العلوم الخالصة التي لم تمتزج بما يكدرها.
أخرج علي مصحفا من جيبه، وقدمه للطبيب، وقال: خذ هذا المصحف، فهو كلام
الحقائق الأزلية، وإن شئت أن تستعمله لجروح الناس وكروبهم فستجد فيه كل ما تريد.
إن هذا القرآن صيدلية تحتاج إلى خبراء مثلك ليبرزوا منها من أدوية الله ما
يداوون به خلق الله.
قال ذلك، ثم انصرف، وقد ترك من الأنوار ما ملأ أصحابي سكينة وطمأنينة.. أما
أنا فقد شعرت ببصيص من النور قد نزل علي.. اهتديت به بعد ذلك إلى شمس محمد a.