ولكن يكفينا النصوص الأخرى التي ذكرنا
قيمتها، والتي لا تنطبق إلا على المسيح.
جلس عبد الحكيم، واستأذن عبد القادر
للقيام، فتظاهر بولس بأنه لا يراه، ولكن الجمهور المحيط بعبد القادر أخذ يصيح
لينبه بولس إلى عبد القادر الذي يرفع يده، مما اضطر بولس للإذن له.
صعد عبد القادر إلى المنصة، وأخذ مكبر
الصوت، وقال: أولا.. نشكر حضرة القس المحترم الذي أتاح لنا هذه الفرصة، نحن نشكره
من كل قلوبنا.. ونحن مثله نبحث عن الحق، ولا شيء غير الحق.
وأول ما أبدأ به حديثي هو ما بدأ به
حديثه.. وهو القرآن الكريم.
لست أدري هل يصح في العرف أن ننتقي من
الكلام ما نريده أم لا يصح؟
فإذا صح، فإن هذا يعني أنه إذا قال لك
أخوك مثلا: لن أعطيك.. تعتبرها أنت وعدا بأن يعطيك.. ثم تلح عليه في أن ينفذ وعده.
تظاهر الجمهور بالاستغراب، فقال: لن
تحتاج لتحقيق ذلك إلا للأسلوب الذي استعمله حضرة القس، ويستعمله الكثير من إخوانه،
وهو أسلوب القص.. قص ما لا ترغب فيه.. ولن تحتاج في تلك الجملة إلا أن تقص كلمة
(لن) لتصبح الجملة (أعطيك)
هذا ما فعله حضرة القس مع القرآن الكريم،
ليبرهن أنه ليس في القرآن الكريم، ولا في السنة المطهرة أي نبوءات غيبية، بل فوق
ذلك ليبرهن على موقف القرآن السلبي من هذا النوع من المعجزات.
سأضرب لكم مثالا على ما قرأه حضرة القس.
لقد قرأ قوله تعالى:﴿عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً﴾ (الجـن:26) وسكت، مع أن
الآية التي بعدها تقول:﴿ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ
يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾ (الجـن:27)