المسلمين الى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالوا: يا رسول الله، صدق الله حديثك،
قد انتحر فلان فقتل نفسه فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا بلال، قم فأذن: لا يدخل الجنة الا مؤمن، وان الله ليؤيد هذا
الدين بالرجل الفاجر)
ومن ذلك إخباره a عيينة بن حصن بما قاله لأهل الطائف، فعن
عروة قال: استأذن عيينة بن حصين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يأتي أهل الطائف يكلمهم، لعل الله تعالى أن يهديهم فأذن له،
فأتاهم، فقال: تمسكوا بمكانكم، فوالله لنحن أذل من العبيد، وأقسم بالله لو حدث به
حدث لتمسن العرب عز ومنعة، فتمسكوا بحصنكم، وإياكم أن تعطوا بأيديكم، ولا يتكاثرن
عليكم قطع هذا الشجر، ثم رجع فقال له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ماذا قلت لهم؟) قال: قلت لهم، وأمرتهم
بالاسلام ودعوتهم إليه، وحذرتهم من النار، ودللتهم الى الجنة، قال: (كذبت، بل قلت
لهم: كذا وكذا)، فقال: صدقت، يا رسول الله، أتوب الى الله تعالى وإليك من ذلك)[1]
ومن ذلك إخباره a بكتاب حاطب إلى أهل مكة، فقد روي عن
عروة قال: لما أجمع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على
المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عليه من المسير إليهم، ثم أعطاه امرأة
من مزينة، وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا، فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه
قرونها، وخرجت به، فأتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، فقال: (أدركا
امرأة قد كتب معها حاطب كتابا الى قريش يحذرهم)[2]