لبني الفضل بن العباس وعبد الله
بن العباس وقثم بن العباس؟)، فقال لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: والله يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين
أوقية من مال كان معي، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (لا ذاك شي أعطاناه الله تعالى منك) ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه،
وأنزل الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ
مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ
خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ﴾ (لأنفال:70)[1]
ومن ذلك إخباره a شيبة بن عثمان بما حدث به نفسه من قتله a، فعنه قال: لما فتح رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مكة عنو،ة قلت: أسير مع قريش إلى هوازن،
بحنين فعسى أن اختلطوا أن أصيب غرة من محمد فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها،
وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا أتبع محمدا ما أتبعه أبدا، فكنت مرصدا
لما خرجت له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة.
فلما اختلط الناس، اقتحم رسول
الله a عن بغلته، فدنوت منه، ورفعت
سيفي حتى كدت أسوره، فرفع لي شواط من نار كالبرق كاد يمحشني فوضعت يدي على بصري
خوفا عليه فالتفت الي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وقال: (ادن مني)، فدنوت فمسح صدري، وقال: (اللهم اعذه من الشيطان) فوالله لهو من
حينئذ أحب الي من سمعي وبصري ونفسي، وأذهب الله ما كان بي، فقال: (يا شيبة، الذي
أراد الله بك خيرا مما أردت بنفسك؟) ثم حدثني بما اضمرت في نفسي! فقلت: بأبي أشهد
أن لا اله الا الله، وأنك رسول الله، استغفر لي يا رسول الله، قال: (غفر الله لك)[2]