دجالون كذابون قريب من ثلاثين
كلهم يزعم أنه رسول الله)[1]
وقد ورد في حديث آخر بعض
التفاصيل المرتبطة بهذا، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من
أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون، كلهم
يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي)[2]
وقد حصل ما أخبر عنه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فخرج كثير من أدعياء النبوة قديما
وحديثا، ولا يستبعد أن يظهر دجالون آخرون إلى أن يظهر الدجال الأعور الكذاب، كما
قال a: (إنه والله لا تقوم الساعة
حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الكذاب)[3]
وقد ابتدأ ذلك بأول مدع
للنبوة في آخر حياة الرسول a،
وهو الأسود العنسي، الذي تنبأ في اليمن، وقد كانت ردته أول ردة في الإسلام، فقد
تحرك بمن معه من المقاتلين، واستولى على جميع أجزاء اليمن، ودامت فترة ملك هذا
الكذاب من حين ظهوره إلى أن قتل ثلاثة أشهر [4].
ومنهم مسيلمة الكذاب، الذي
وفد على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
في العام التاسع الهجري مع جماعة من بني حنيفة، وبعد عودة الوفد إلى اليمامة، ارتد
وتنبأ وقال: إني قد أشركت في الأمر معه - أي مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم - وكان يزعم أن الوحي يأتيه في الظلام [5].
[4] وقيل أربعة أشهر انظر: تاريخ ابن
جرير الطبري ( 3 / 231 )
[5] من النبوءات الغيبية
المرتبطة بهذا أن رسول الله a قال: بينا أنا نائم
رأيت كأنه وضع في يدي سواران فقطعتهما، فأوحى إلي في المنام: أن انفخهما، فنفختهما
فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة.
بل إنه a قال لمسيلمة حين قدم مع
قومه، وجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته، فوقف عليه رسول الله a وقال له: والله لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه،
ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت.
وقد حصل ما أخبر عنه النبي a، فقد عقره الله وأهانه وكسره وغلبه يوم اليمامة، كما
قتل الاسود العنسي بصنعاء.
وفي حديث آخر عن أنس، قال: لقي رسول
الله a مسيلمة فقال له مسيلمة:
أتشهد أني رسول الله؟ فقال النبي a: آمنت بالله وبرسله، ثم قال رسول الله a:« إن هذا رجل أخر لهلكة قومه)