عبد القادر: هم لن يفهموا كل هذا.. هم
قوم لا يؤثر فيهم شيء مثلما تؤثر فيهم الخوارق.. إن آباءهم هم الذين اخترعوا فنون
اليوغا، وأنواع السحر.. إنهم لا يؤمنون بشيء كما يؤمنون للخوارق..
وقد استغلت الكنيسة القائمة هناك هذه
الطبيعة المتأصلة فيهم، فراحت تستنفر لها كل ما روي عن المسيح u من الخوارق، لا لتثبت لهم نبوته، بل
لتثبت لهم إلهيته.
عبد الحكيم: أجل.. وقد علمت أن مبشرا
خبيرا قدم تلك البلاد.. واسمه (بولس) وقد كان لهذا الرجل أثره الخطير في ردة
الكثير من المسلمين في إفريقيا، فله القدرة على تصوير الخوارق ببلاغة، وكأنها تحدث
أمامك.
عبد القادر: أفنترك هذا الرجل يعيث في
الأرض فسادا، ونظل نتجادل.
عبد الحكيم: لم أقصد أن أجادلك، ولكني
أردت أن نتحرى الحقيقة فيما نقول، خشية أن يتسرب لديننا من الخرافة ما يكدر صفوه.
عبد القادر: لا تخف.. فنحن أحرص الناس
على صفاء الدين.. إن الأدلة التي نستند إليها في إثبات ما نقوله تعجز كل الدنيا عن
ردها..
عبد الحكيم: فما ترى من سبيل لرد دعوة
هذا المبشر؟
عبد القادر: ذلك بسيط.. أخرج ورقة
وقلما.. وتعال أخبرك بما سنفعل.
أخرج عبد الحكيم ورقة من محفظته، وراحا
يهمسان بما سيفعلانه.
^^^
وصلت إلى الهند، فاستقبلني الرجل الموكل
بكنيستها، ولست أدري كيف عرفني، لقد جاء، واحتضنني، وقال: مرحبا بك معنا رسولا من
رسل المسيح.