عبد القادر: أولها تبشيره a بفتح جزيرة العرب، وقد ذكرنا الحديث
الدال على ذلك.. وقد وقع هذا الأمر في حياته a فدانت الجزيرة العربية كلها بالإسلام،
وآمن الناس فيها من أقصاها إلى أقصاها..وكان تصور هذا ضرب من الخيال، فقد كان
القتل وقطع الطريق، والإغارة والنهب والسلب في كل ركن من أركانها إلا المسجد
الحرام فقط.
وليس ذلك فقط، بل أخبر a بترتيب الفتوحات التي ستقع، فقد أخبر
بفتح جزيرة العرب أولا، ثم فارس، ثم الروم، فعن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول
الله a في غزوة قال: فأتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصرف،
فوافقوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قاعد قال: فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه، قال:
ثم قلت لعله نجى معهم، فأتيتهم، فقمت بينهم وبينه، فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في
يدي قال: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم
فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله)
وفوق ذلك، فقد أخبر a بأن جزيرة العرب لا تعبد فيها الاصنام
أبدا، فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون
في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)[1]
وفي حديث آخر عن ابن عباس، قال:
خرجت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من المدينة فالتفت إليها وقال:
(إن الله برأ هذه الجزيرة من الشرك)[2]