يستمر إلا بالخوارق.. بل إن الكنيسة في
جميع أطوارها التاريخية اعتمدت هذا الأسلوب.. حتى بولس.. بولس الرسول.. لولا تلك
الخارقة التي حصلت له[1] ما كان ليصير بولس الذي يزاحم
الحواريين، بل يبعدهم عن طريقه، ويسبقهم مكانة وتقديرا ودورا.
قلت: أليس في هذه البلدة مسلمون؟
قال: بلى.. كما كان في إفريقيا التي بشرت
فيها مسلمون.. إن الإسلام ييسر لنا التبشير أكثر من أي دين آخر.. فالمسلمون يؤمنون
بالله أصلا، فلذلك لا نحتاج لأن نقنعهم بالله، بل نكتفي بإضافة ابن لله.. فيتحولون
من الإسلام إلى المسيحية.
قلت: فإن حصلت اعتراضات من المسلمين، أو
ناقشنا بعضهم!؟
قلت هذا، وأنا أشير إلى عبد القادر وعبد
الحكيم اللذين سمعت عزمهما على تعطيل محاولات (بولس) التبشيرية.
قال: نرحب بكل كلمة تقال.. بل نسمع لها..
ولو حصل ذلك، فإنا نكون أنشط لما نقول.. وقد نجد من الشبهات حينها ما نمطرهم به..
قلت: متى تبدأ جلساتنا التدريبية؟
قال: من الغد.. غدا تبدأ تلك الجلسات أو
تلك الخرجات.. لقد نذرت حياتي للمسيح.. ولا ينبغي أن أضيع لحظة منها.
[1] الخارقة التي حصلت لبولس،
والتي جعلت المسيحيين يولونه كل ذلك الاهتمام هي أنه رأى المسيح بعد رفعه بسنوات،
فبينما هو ذاهب إلى دمشق في مهمة لرؤساء الكهنة تجلى له المسيح دون القافلة التي
كان يسير معها، وفي ذلك التجلي منحه منصب الرسالة.. وكان مما قاله له:« ولكن قم
وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما سأظهر لك به
منقذا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم لتفتح عيونهم كي يرجعوا
من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفران
الخطايا ونصيبا مع المقدسين » (اعمال 26/16-18)