مقبوض، وإن العلم سيقبض وتظهر
الفتن حتى يختلف اثنان في الفريضة، فلا يجدان من يفصل بينهما)[1]
ومن المظاهر الخطيرة لرفع العلم
ما أخبر عنه a من ظهور من يرد سنته، ويدعو إلى
عدم العمل بها، ومما يروى في ذلك قول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ألا اني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك
رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما
وجدتم فيه من حرام فحرموه)[2]
وفي حديث آخر قال: (لا ألفين
أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري، فما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: لا
ندري، ما وجدنا في كتاب الله تعالى اتبعناه)[3]
ومن المظاهر الخطيرة لرفع العلم
ما أخبر عنه a من ظهور من الاهتمام
بالمتشابهات، والغفلة عن المحكمات، ففي الحديث: تلا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هذه الآية:﴿ هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:7)، فقال: (إذا رأيتم الذين يتبعون
ما تشابه منه فأولئك الذين رمى الله فاحذروهم)[4]
وقد حصل ما أخبر عنه a فنحن نرى في عصرنا طوائف من هؤلاء لا هم
لها إلا
[1] رواه أحمد والترمذي والنسائي والبيهقي والحاكم،
واللفظ له.