رفع رأسه، والتفت إلى بولس، وقال: هذه هي
قصة ميلاد المسيح u
كما وردت في القرآن الكريم..
إن المسيح u ولد من عذراء.. وقد حصل لأمه في فترة
حملها من البركات والخيرات ما ذكره القرآن الكريم.
وعند ميلاده أنطقه الله في المهد ليصور
حقيقته ووظيفته التي أنيطت به على هذه الأرض، لقد كانت أول كلمة قالها، وأشرف كلمة
قالها هي ﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾ (مريم: 30).. لقد بدأ بإعلان
عبوديته لله، فليس هو ابن الله، ولا هو الله، ولا هو ثالث ثلاثة هم إله واحد، وهم
في نفس الوقت ثلاثة آلهة.
ثم يذكر أن الله جعله نبيا، لا ولداً ولا
شريكا، وأنه بارك فيه، وأوصاه بالصلاة والزكاة مدة حياته وأوصاه بالبر بوالدته
والتواضع مع عشيرته.. وأنه قدر له السلام والأمان والطمأنينة يوم ولد ويوم يموت
ويوم يبعث حياً.
ظهر عبد الحكيم، هو الآخر، وقال: هذا ما
يقوله العقل والمنطق.. فلا يمكن لهذا الكون أن يكون له إله غير إله واحد.. إن
النظام والتناسق والدقة تدل على أن المبدع واحد.
هنا تدخل مستأجر بولس، وأراد أن ينقذ
الموقف، فقال: ولكن ما تقول في تلك المعجزات العظيمة التي صاحبت ميلاد المسيح..
لقد ولد كما ذكرت من عذراء..
ابتسم عبد الحكيم، وقال: إن هناك ملايين
الكائنات يولدون من عذراوات، فهل نعتبرهم جميعا آلهة؟
ثم التفت لبولس، وقال: أيهما أحق
بالألوهية من لم يكن له والد أصلا لا أما، ولا أبا، أم من له أم؟
سكت بولس، فقال: لقد خلق الله آدم من
تراب.. ليس له أب، ولا أم.. فلذلك لو اعتمدنا