محسوسة، فإن شئت فلنذهب إليها، ولنذهب
إلى كتبكم المقدسة لنرى مدى دقة أسانيدنا، ومدى دقة أسانيدكم.
ثم قال: أنتم أنفسكم تعترفون بدقة
أسانيدنا؟
بولس: كيف ذلك؟
عبد القادر: ألستم ترجعون إلى كتب
الحديث لتتهموا محمدا a بما
شاء لكم أن تتهموه، فكيف تقبلونها في التهمة، ثم لا تقبلونها في البراءة؟
المعجزة الخالدة
لما سمع الجمع هذا صاحوا في عبد القادر:
لقد اقتنعنا بكل ما ذكرته من مقدمات، فحدثنا الآن عن معجزات محمد.
عبد القادر: إن ذلك يطول.. ولهذا سأقتصر
لكم على بعض الخوارق التي وقعت من باب التحدي، وأولها القرآن الكريم.
هنا انتفض بولس فرحا، وقال: ها.. لقد قلت
لكم: إنهم لا يملكون معجزة غير القرآن.. هذا ما كنت أناضل عنه منذ الصباح.. وهذا
ما كان يرده علي، وهاهو يبدأ به.
ابتسم عبد القادر، وقال: نعم.. القرآن
الكريم هو أول معجزة، وأكبر معجزة، وأخلد معجزة، وهو شاهد محمد a لكل الأجيال.. وهو أمامكم.. ابحثوا فيه
عن أسرار الإعجاز.
ثم نظر إلى بولس، وقال: نحن لدينا معجزة
خالدة، يمكننا إشهارها في كل زمان، فأرني معجزتكم، ولا تذكر لي إحياء الموتى، ولا
إبراء الأكمه والأبرص، ولا إخضاع الطبيعة، فإن كل ذلك أتلقاه منك أخبارا أحسن بها
وبك الظن، فأقبلها، ولكنها قد تجد من يردها، وقد وجدت.
بولس: والقرآن ماذا فعل.. لقد تحدى
مجموعة من البدو.. وطلب منهم أشعارا تضاهي