ولنبدأ بالنقل.. وأنا لن أنقل إلا من
كتابك المقدس الذي تؤمن به، وتسلم له، بل تعتبر مرتدا إن كفرت بشيء ورد فيه.
فأول ما يستوقفك في هذا حادثة طوفان نوح u، فقد امتد ـ بحسب الكتاب المقدس ـ إلى
سنة[1]، وفنى فيه كل ذي حياة من الطيور
والبهائم والحشرات والإنسان غير أهل السفينة، وما نجا من الإنسان غير ثمانية أشخاص
على ما هو مصرح به في الإصحاح السابع والثامن من سفر التكوين.
وقد ذكر بطرس في رسالته الأولى
(3/20)الطوفان فقال: (في أيام نوح إذ كان الفلك يبني الذي فيه خلص قليلون أي
ثمانية أنفس بالماء)
وفي (الرسالة الثانية:2/5): (ولم يشفق
على العالم القديم بل إنما حفظ نوحاً ثامناً كارزا
[1] وردت هذه القصة في
الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين، وظاهرة التحريف تبدو فيها ظاهرة
للعيان، فقد جاء في (تكوين 6: 1 ـ 22):« رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض،
فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، وعزم على أن يمحو الإنسان والبهائم
والدواب والطيور عن وجه الأرض، وأن يستثني من ذلك نوحاً لأنه كان رجلاً باراً
كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله »
وتزداد شرور الناس، وتمتليء الأرض
ظلماً، ويقرر الرب نهاية البشرية، ويحيط نوحاً علماً بما نواه، آمراً إياه بأن
يصنع فلكاً ضخماً، وأن يكون طلاؤها بالقار والقطران من داخل ومن خارج، حتى لا يتسرب
إليها الماء، وأن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً وأنثى، فضلاً عن امرأته
وبنهيه ونساء بيته، هذا إلى جانب طعام يكفي من في الفلك وما فيه..
ويكرر الرب أوامره في الإصحاح
التالي فيأمره أن يدخل الفلك ومن معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض ومن عليها
بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، ويصدع
نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة ومن معه وأهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم
وانفتحت طاقات السماء، واستمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض.
وتكاثرت المياه ورفعت الفلك عن
الأرض وتغطت المياه، ومات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم
والوحوش وبقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقرت الفلك على جبل أرارات.