وثانيها أن الوقت لما كان نصف النهار،
فكيف رأوا القمر في هذا الوقت بالإضافة إلى أن توقيفه لا معنى له.
ثالثها أن الوقت لما كان نصف النهار،
وكان بنو إسرائيل مشتغلين بالمحاربة والاضطراب، وما كان لهم شك في المقدار الباقي
من النهار، وما كانت الساعات عندهم في ذلك الزمان، فكيف علموا أن الشمس قامت على
دائرة نصف النهار بمقدار اثنتي عشرة ساعة، وما مالت إلى هذه المدة إلى جانب
المغرب!؟
سكت قليلا، ثم قال: هناك حادث آخر لا يقل
عن هذين أهمية، ومع ذلك لم يذكره أهل التاريخ.
لقد جاء في سفر أشعيا ذكر لرجوع الشمس
بمعجزة أشعيا، فقد جاء في (أشعيا:38/8): (فرجعت الشمس عشر درجات في المراقي التي
كانت قد انحدرت)
وهذه الحادثة عظيمة، ولما كانت في النهار
فلا بد أن تظهر لأكثر أهل العالم، وكانت قبل ميلاد المسيح بسبعمائة وثلاث عشرة سنة
شمسية، ومع ذلك، فلا نراها مكتوبة في تواريخ أهل الهند والصين والفرس.
بالإضافة إلى أنه يفهم منها حركة الشمس
وسكون الأرض، وهو باطل بحسب الحقائق الفلكية.
ومع ذلك، فلو قطعنا النظر عن هذا، فإن
ههنا ثلاثة احتمالات: إما أن النهار رجع فقط بمقدار عشر درجات، أو الشمس رجعت في
السماء بهذا المقدار كما هو الظاهر، أو رجعت حركة الأرض من المشرق إلى المغرب بهذا
المقدار، وهذه الاحتمالات الثلاثة باطلة بحسب علم الفلك.
سكت قليلا، ثم قال: لقد كتب متى ومرقس
ولوقا في بيان صلب المسيح، أن الظلمة كانت على الأرض كلها من الساعة السادسة إلى
الساعة التاسعة، وهذه الحادثة لما كانت في النهار