عبد القادر: فكذلك نحن، نعتبر
كل كرامة لولي إثبات جديد لمعجزات محمد a.
ثم التفت إلى أجير بولس، وقال:
ومع ذلك، فسأذكر لك ما هو أعظم من إحياء الميت، وبأسانيد لا شك في صحتها.
فقد روي عن جمع من الصحابة أن
خيبر لما فتحت أهدت يهودية للنبي a شاة مصلية، فأخذ النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذراع، فلما بسط القوم أيديهم، قال: (كفوا أيديكم، فإن عضوها
يخبرني أنها مسمومة)
ودعا اليهودية، فقال: (أسممت هذه
الشاة؟)، قالت: من أخبرك؟ قال: (هذا العظم لساقها وهو في يده)، قالت: نعم، قال: (فما
حملك على هذا؟) قالت: قلت: إن كان نبيا، فلا يضره، وأن الله سيطلعه عليه، وإن لم
يكن نبيا استرحنا منه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ما كان الله ليسلطك علي)، فعفا عنها، ولم يعاقبها[1].
وفي حديث آخر عن ابن عباس قال:
أقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأنا جائع، ثم استقبلتني امرأة يهودية على رأسها
جفنة فيها جدي مشوي، فقالت: الحمد لله يا محمد، الذي سلمك، كنت نذرت لله إن سلمك
الله وقدمت المدينة سالما لأذبحن هذا الجدي فلأشوينه ولأحملنه اليك لتأكل منه،
فاستنطق الله تعالى الجدي، فقال: يا محمد لا تأكلني فاني مسموم[2].
[1] رواه البخاري ومسلم والبيهقي وأبو نعيم عن ابي
هريرة، والشيخان عن أنس، والامام أحمد وابن سعد وابو نعيم عن ابن عباس، والدارمي
والبيهقي عن جابر بن عبد الله، والبيهقي بسند صحيح عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك،
والطبراني عن كعب بن مالك، وابن سعد عن ابي سلمة، البزار وابو نعيم والحاكم عن أبي
سعيد الخدري.