ففي هذه النصوص معجزات أعظم من
معجزة إحياء الموتى من وجوه:
أولها: أنه إحياء جزء من الحيوان
دون بقيته، وهذا معجز لو كان متصلا بالبدن.
وثانيها: أنه إحياء وحدة منفصلة
عن بقية أجزاء ذلك الحيوان مع موت البقية.
وثالثها: أنه أعاد عليه الحياة
مع الادراك والعقل، ولم يكن هذا الحيوان يعقل في حياته فصار جزؤه حيا يعقل.
ورابعها: أنه أقدره الله تعالى
على النطق والكلام، ولم يكن الحيوان الذي هو جزؤه مما يتكلم.
وقد قال العلماء: وفي حلول
الحياة والإدراك والعقل في الحجر الذي كان يخاطب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالسلام ما هو أبلغ من حياة الحيوان في
الجملة، لانه كان محلا للحياة في وقت بخلاف هذا حيث لا حياة له بالكلية قبل ذلك،
وكذلك تسليم الاحجار والمدر والشجر، وحنين الجذع.
بالإضافة إلى هذا، فقد وردت نصوص
كثيرة في سماع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
للموتى، ففي حديث من مرسل عبيد بن مرزوق قال: كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد،
فماتت، فلم يعلم بها النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فمر
على قبرها فقال: (ما هذا القبر؟)، قالوا له: أم محجن قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (كانت تقم المسجد؟)، قالوا: نعم، فصف
الناس، فصلى عليها، ثم قال: (أي العمل وجدت أفضل؟) قالوا: يا رسول الله، أتسمع ما
تقول؟ قال: (ما أنتم بأسمع منها)، فذكر انها أجابته: قم [1]
المسجد[2].
وفي غزوة بدر خاطب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جثث المشركين أهل القليب، وأخبر عن
سماعهم،